هذا ما يمكن قراءته على موقع Hespress FRهسبريس فر بتاريخ 14 ديسمبر. تحفة حقيقية مستخرجة من خزائن الدعاية المخزنية. وفي ما يلي توضيح صادر عن التضامن المغرب
نادر القيسي
وبحسب ما نشرته وكالة أنباء الجبهة الانفصالية،
صرّح القيسي بأن «نضال الشعبين الفلسطيني والصحراوي نضال مشترك من أجل الحرية وتقرير
المصير»، مكرّراً حرفياً الخطاب الجزائري حول ملف يخضع، مع ذلك، لمسارات واضحة تحت
إشراف الأمم المتحدة، ولإجماع دولي يتزايد لصالح الحل المغربي.
وتكشف هذه المواقف، بحسب عدد من المراقبين، عن
تناقضات عميقة داخل تيار سياسي فلسطيني طالما أسّس شرعيته الرمزية على مفاهيم الوحدة
العربية والنضال الجماعي ضد التفكك، بينما بات اليوم يدعم مشروعاً انفصالياً يستهدف
السلامة الترابية لدولة عربية.
وليست هذه المرة الأولى التي تصدر فيها مواقف
من هذا النوع. ففي منتصف عام 2024، كان المسؤول نفسه قد اتهم المغرب، عبر وسائل إعلام
جزائرية، بـ«التواطؤ» مع إسرائيل، وذهب إلى حد وصف المملكة بـ«القوة المحتلة» في الصحراء،
وهي تصريحات أثارت حينها استياءً في أوساط دبلوماسية فلسطينية.
وتأتي هذه التصريحات في مفارقة لافتة، في وقت
تدعو فيه الجبهة الشعبية، في بيان سياسي حديث، إلى «توسيع التعبئة العربية والدولية
نصرةً لفلسطين»، وإلى «إعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية» من خلال إصلاح عميق لمنظمة
التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، بما يفترض أن يضع حداً للانقسامات الداخلية.
منظمة التحرير الفلسطينية تتبرأ من انحراف فردي
وفي اتصال مع “هسبريس”، حرص مسؤول في منظمة التحرير
الفلسطينية على النأي بالمنظمة عن هذه التصريحات، مؤكداً أن «كلام نادر القيسي لا يعبّر
إلا عن موقفه الشخصي».
وأضاف أن «منظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها
الإطار التمثيلي للشعب الفلسطيني، عبّرت دائماً عن دعمها الواضح والثابت لوحدة أراضي
المملكة المغربية، بما في ذلك الصحراء».
كما ذكّر بأن الموقف الفلسطيني الرسمي يندرج
في إطار احترام قرارات الشرعية الدولية، بما فيها آخر قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن
الصحراء، مضيفاً أن «هذه التوجهات تنسجم تماماً مع المقاربة السائدة في العالمين العربي
والإسلامي».
وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن «الدعوات إلى التقسيم
وتشجيع المشاريع الانفصالية التي تستهدف بلداً شقيقاً كالمغرب ليست فقط تصرفات غير
مسؤولة، بل تسيء أيضاً إلى الوحدة العربية التي يتطلع إليها الشعب الفلسطيني».
فلسطين –
الصحراء الغربية: تضامن مناهض للاستعمار، خافت في الظاهر لكنه بنيوي
التضامن المغرب، 16 ديسمبر 2025
من الاعتراف السياسي في سبعينيات القرن الماضي إلى أشكال الدعم النضالي المعاصرة، تندرج العلاقات بين الحركة الوطنية الفلسطينية وجبهة البوليساريو في تاريخ طويل من التضامنات المناهضة للاستعمار، التي همّشتها اليوم التحولات الجيوسياسية الإقليمية
تضامن وُلد
في فضاء العالم الثالث الثوري
لا يمكن فهم
العلاقة بين القضية الفلسطينية ونضال الشعب الصحراوي بوصفها علاقة عرضية أو ظرفية.
فهي تنتمي إلى الإطار الأوسع لحركات التحرر الوطني في العالم الثالث التي برزت في
ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، على قاعدة مشتركة قوامها: مناهضة الاستعمار، وحق تقرير المصير، ورفض ضمّ الأراضي
بالقوة.
عندما تأسست
جبهة البوليساريو عام 1973 لمقاومة الاستعمار الإسباني في الصحراء الغربية، كانت
منظمة التحرير الفلسطينية قد رسّخت موقعها بوصفها فاعلاً مركزياً في حركة عدم
الانحياز ورمزاً عالمياً لمقاومة الاحتلال. ومنذ وقت مبكر، التقت الكوادر
الفلسطينية والصحراوية في المؤتمرات الدولية وملتقيات التضامن والشبكات النضالية
العابرة للحدود.
1975: ضمّ الصحراء الغربية كسابقة سياسية خطيرة
شكّل عام
1975 نقطة تحوّل حاسمة. فبينما أكدت محكمة العدل الدولية عدم وجود أي سيادة مغربية
أو موريتانية على الصحراء الغربية، أطلق المغرب “المسيرة الخضراء” وشرع في احتلال
الإقليم.
بالنسبة إلى
منظمة التحرير الفلسطينية والقوى اليسارية الفلسطينية، جرى النظر إلى هذا الحدث
باعتباره عملية ضمّ تتعارض مع القانون الدولي، وتستحضر مباشرة التجربة الفلسطينية
مع الاحتلال الإسرائيلي. ومنذ ذلك الحين، باتت الصحراء الغربية تُفهم كقضية تصفية
استعمار غير مكتملة، تشبه فلسطين في بعدها القانوني والسياسي.
السبعينيات
والثمانينيات: اعتراف سياسي وتضامن نضالي
خلال هذه
المرحلة، كان التضامن الفلسطيني مع الشعب الصحراوي واضحاً ومعلناً.
اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بجبهة البوليساريو
ممثلاً شرعياً للشعب الصحراوي، فيما عبّرت منظمات مثل الجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن دعم صريح لا لبس فيه.
فهو لم يعد يتمظهر أساساً في القنوات الدبلوماسية، بل في
الحركات الاجتماعية والأفكار والنضالات. وبهذا المعنى، يظل هذا التضامن مرجعية
سياسية وأخلاقية حيّة.
وغالباً ما
قُدّمت فلسطين والصحراء الغربية بوصفهما جبهتين في معركة واحدة ضد الاستعمار
والتوسع الإقليمي.
أوسلو
ودبلوماسية التحفّظ
شكّلت
اتفاقيات أوسلو عام 1993 منعطفاً أساسياً. إذ دخلت منظمة التحرير الفلسطينية مرحلة
من الدبلوماسية الحذرة، في سياق سعيها إلى الاعتراف الدولي وبناء كيان سياسي تحت
قيود شديدة، مع الحرص على عدم توتير العلاقات مع بعض الدول العربية، ومنها المغرب.
من دون
التراجع عن مبدأ حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، خفّضت السلطة الفلسطينية منسوب
التصريحات العلنية بشأن الصحراء الغربية، لينتقل التضامن إلى فضاءات أقل ظهوراً.
اليسار
الفلسطيني: حافظ الاستمرارية
حافظت القوى
اليسارية الفلسطينية، إلى جانب النقابات والمثقفين والأوساط الأكاديمية، على هذا
التضامن. ولا تزال الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني تعتبر
القضية الصحراوية قضية تحرر وطني وانتهاكاً مستمراً للقانون الدولي.
التطبيع
وإعادة تنشيط التضامن
أدّى تطبيع
العلاقات بين المغرب وإسرائيل عام 2020 إلى صدمة سياسية وأخلاقية داخل المجتمع
الفلسطيني، وأسهم في إعادة تنشيط الاهتمام النضالي بالقضية الصحراوية، لا سيما في
أوساط حركات المقاطعة (BDS) ومنظمات
حقوق الإنسان.
تضامن بنيوي
لا ظرفي
بعيداً عن
القراءات الاختزالية، تقوم العلاقة الفلسطينية – الصحراوية على تقاطع بنيوي: رفض الضم، مركزية القانون الدولي، وتجربة مشتركة مع
الاحتلال.
خاتمة
لم يختفِ
التضامن الفلسطيني مع الشعب الصحراوي، بل تغيّر موقعه.





Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire