Translate Traduire Traducir ترجمة


mercredi 12 novembre 2025

توكومان، الأرجنتين: الأخطبوط الصهيوني يمد أذرعه في كل اتجاه من الجالية اليهودية إلى مؤسسات الدولة

2025/10/30 -Rubén Kotler روبن كوتلر  

Français English Español

                                                                             تلاكسكالا ترجمها 


روبن كوتلر (1974) مؤرخ أرجنتيني يهودي مناهض للصهيونية، متخصص في تاريخ توكومان الحديث، ومؤسس مشارك لـ «جمعية التاريخ الشفوي في جمهورية الأرجنتين» والمشرف المشارك على «الشبكة الأمريكية اللاتينية للتاريخ الشفوي». كما شارك في كتابة وإعداد البحث التاريخي للفيلم الوثائقي El Tucumanazo (إل توكوماناثو) حول الانتفاضات العمالية والطلابية في توكومان.

 


يعرّف المؤرخ الإسرائيلي Ilan Pappé (إيلان بابِّه) اللوبي بأنه «التأثير الذي يُمارس لتغيير السياسات العامَّة أو لتوجيه الرأي العام». في كتابه الأخير، يحلّل تاريخ اللوبي الصهيوني بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

أما في أمريكا اللاتينية، فقد ترسّخ النفوذ الصهيوني منذ النصف الأول من القرن العشرين، وكان حاسمًا في دعم دولة إسرائيل وسياساتها القائمة على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والفصل العنصري والاستعمار والتوسّع والعنصرية ورُهاب الإسلام — وهي الأعمدة التي يقوم عليها هذا الكيان المعلن «يهوديًا» على حساب الشعب الفلسطيني.

هذا البناء الاستعماري يستند إلى دعم الجاليات اليهودية الصهيونية في أنحاء العالم. ويمكن ملاحظة ذلك بشكل جلي عند التمعُّن في جاليات مثل تلك الموجودة في توكومان بالأرجنتين.

 تضم أصغر مقاطعة في الأرجنتين جالية يهودية صهيونية صغيرة لكنها مؤثرة، تجمع بين التراثين الأشكنازي والسفارديم. وتشمل مؤسساتها معابد يهودية ومدارس وناديًا يُسمّى Unidad Sionista (يونيداد سِيونِستا)، فضلًا عن مقبرة.

المدرسة الرئيسية للجالية — التي درستُ فيها — تعتمد نظامًا مزدوجًا، حيث يشكّل التعليم اليهودي الصهيوني عمودًا أساسيًا في ترسيخ الولاء لإسرائيل. المناهج اليهودية بعيدة عن الأرثوذكسية الدينية، لكنها تُغذّي هوية صهيونية متجذّرة.

تُحتفل الأعياد الوطنية الأرجنتينية والأعياد اليهودية بالحماسة نفسها، ضمن خطاب قومي لا يختلف كثيرًا عن ذلك السائد في المدارس داخل المستعمرة الإسرائيلية نفسها.

لقد بلغ التغلغل الصهيوني في العالم الديني اليهودي حدًّا جعل حتى الطوائف الإصلاحية تدرج في صلواتها دعاءً إلى الله لحماية الجيش الإسرائيلي.

صور من احتفال مدرسي «وطني إسرائيلي» في توكومان
(من أرشيف المؤلف)

 

في الوقت نفسه، تموّل برامج المنح الدراسية رحلات تعريفية إلى الدولة اليهودية المعلَنة — وكأنها رحلة إلى «عالم والت ديزني » — وتتكامل مع منظومة مؤسساتية محلية تعزّز فكرة الدفاع عن إسرائيل كوطن ثانٍ، بل كوطن متخيَّل يلجأ إليه اليهود عند تكرار «هولوكوست» جديد.

الهجمات على سفارة إسرائيل في بوينس آيرس عام 1992، وعلى مبنى AMIA عام 1994، عزّزت هذه المخاوف. ومنذ عام 1994، أقامت مؤسسات الجالية اليهودية الصهيونية جدرانًا خارجية «لمنع تفجيرات السيارات المفخخة». وعلى مدى ثلاثين عامًا، تنتظر الجالية «الهجوم الثالث» كما ينتظر الناس المخلّص.

القَسَم الذي يؤديه الجنود الإسرائيليون في قلعة مسادا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة — بألا تسقط صهيون مجددًا — يُكرَّر بالروح نفسها في المدارس اليهودية الصهيونية.

تُعتبر Delegación de Asociaciones Israelitas Argentinas أو «وفد الجمعيات الإسرائيلية الأرجنتينية» واحدة من أكثر مؤسسات الدعاية الصهيونية نفوذًا في الأرجنتين. كانت غايتها المعلَنة حماية مصالح اليهود في البلاد، لكنها في الواقع تدافع عن مصالح الصهيونية، وهي من أبرز من ساهم في ترويج الخلط بين الصهيونية ومعاداة السامية.

اقرأ المزيد


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire